بودر: لا أحب الابتذال..أنا من القلائل الذين يقدّمون الكوميديا العائلية
بعد مشاركته في ليلة الضحك ضمن مهرجان قرطاج يعود الكوميدي المغربي - الفرنسي ''بودر'' إلى تونس حيث يقدّم عرضه "بودر ايز باك'' (Booder is back) بقمرت الأحد 24 مارس 2024، ضمن مهرجان ''رمضان كوميدي نايتس''.
وعلى هامش هذه المشاركة، حلّ "بودر'' ضيفا على موزاييك آف آم وأدلى بحوار لبرنامج "السهرية" تحدّث فيه عن مسيرته في مجال الكوميديا التي انطلقت منذ 27 سنة، كما تحدّث عن حياته الشخصية وعن أبويه ومعانته في الصغر ونظرة الآخرين إليه، وسعيه إلى العمل في مجال التمثيل والكوميديا، مشيرا إلى أنّ ذلك قد يكون بداع كسر تلك الصورة النمطية لدى البعض عنه بسبب اختلافه شكلا.
يؤكّد بودر أنّه لا يحبّ استخدام الكلام الخادش للحياء ويحرص أن تكون عروضه قادرة على جمع الأبناء والآباء في القاعة نفسها، وهو ليس فقط لا يحبّ أن تكون عروضه مبتذلة بل إنّه غير قادر على ذلك.
وقال في هذا السياق : ''أضع في الاعتبار الآباء والأمهات والأبناء خلال تقديم عروضي''، واصفا نفسه بأنّه من القلائل الذين يقدّمون ''الكوميديا العائلية''.
وتابع قوله ''أنا كوميدي ليس من أجل المال بل من أجل تقديم رسالة.. فليس من السهل إضحاك الناس والاستمرار في ذلك طيلة أكثر من ساعة ونصف على المسرح".
أريد أن أعطي صورة ايجابية عن المسلمين
من خلال عروضه يسعى بودر إلى إظهار بعض سلبيات المجتمع وعلى رأسها ''النميمة والنفاق''، مصرّحا في هذا الصدد: "أريد تغيير هذا السلوك لدى من يقومون به وخاصة من يصغون إليه"، مشدّدا على مقته لاصدار الأحكام على الناس من المظهر، مؤكدا قوله: ''أنا عانيت من نظرة الآخر قبل أن أصبح مشهورا... وقد يكون بحثي عن الشهرة لكسر هذه الصورة لدى الناس ''.
يعتبر بودرأإنّ سرّ نجاحه يكمن في المثابرة والعمل الدؤوب والمتواصل على تخطي العراقيل التي واجهها منذ الصغر، وعدم الإستسلام، مشدّدا على أهمية الضحك والكوميديا في المجتمع لأنّه يعتبرها بمثابة البلسم لمشاكل الحياة وأوجاعها وأنّها تقرّب بين الناس، ويرى بأن "الحياة ستكون حتما حزينة جدا دون كوميديا".
ويضيف ضيف السهرية قوله: ''من خلال أعمالي أحرص على ابراز أهمية التعايش بغض النظر عن الإختلافات العرقية والدينية والثقافية والاختلاف على مستوى الشكل. أريد أن أعطي صورة ايجابية عن المسلمين وأنّنا يمكن أن نتعايش مع الآخرين".
هذا الأمر يجرحني...
رغم خبرته ومسيرته الطويلة يلازم بودر خوف دائم من عزوف الجمهور. يقول إنّ ''القاعات الفارغة تخيفه، مستحضرا في هذا الصدد عرضه الأول حيث كان في القاعة 6 أشخاص فقط من بينهم 4 دخلوا القاعة بالخطأ !
وتابع ''هذا الأمر يجرحني وأتساءل إن كنت قد جعلت من أجل هذه المهنة".
وشدّد ''بودر'' على أنّه ليس من أولئك الذين يستسلمون أمام العراقيل بل إنه يتحداها ولا يستسلم لها وذلك لإيمانه بأنّه إن لم ينجح في مجال فقد يجده في مجال آخر.
وأشار في هذا السياق كيف أنّه لم يوفّق في إيجاد عمل كمحاسب، وهو مجال تخصّصه الدراسي، بسبب العنصرية في فرنسا وأيضا بسبب اختلاف شكله، ليتّجه إلى مجال المسرح والكوميديا والتي تقمّص فيها أدوارا وقدّم من خلالها مهنا لم يكن ليحظى به في الحياة الواقعية.
مصاعبه في الحياة بدأت بصفة مبكّرة وتحديدا منذ أن كان طفلا صغيرا حين شخّص الأطباء في المغرب مرضه وتوقّعوا أن لا يعيش أكثر من بضعة أشهر، لكن القدر شاء غير ذلك، ليطير به أبواه للعلاج في فرنسا.. وهاهو يتجاوز الـ 46 سنة ويصبح ذلك الكوميدي المشهور الذي راكم النجاح تلو الآخر.
وفي خضمّ ذلك النجاح شهد انتكاسة بعد فيلمه « Beur sur la ville »، حيث لم يقدّم طيلة 3 سنوات أيّ عمل لدرجة أنّه كان يتقاضى مساعدة اجتماعية (RSA) وهي أدنى مساعدة اجتماعية، مضيفا بسخرية ''ليس بعدها إلاّ القبر"، وما زاد في صعوبة تلك الفترة هوّ تزامن البطالة مع ولادة ابنه الذي كان يشكو من ''الربو' وهو المرض نفسه الذي عانى منه بودر في صغره.
هذا الأمر قاده إلى التشكيك في نفسه خاصة أنّ هذه الانتكاسة جاءت بعد فترة مزدهر وشهرة كبيرة وحديث في الإعلام الفرنسي وعن موهبته الكبيرة، ومقارنته بالكوميدي الشهير جمال دبوز، وهو أيضا من أصول مغربية.
يقول بودر: '' إيماني كان عميقا وقلت في نفسي ربما كان ذلك ابتلاء من ربي وقد يخبئ لي شيئا مهما''.
وبالفعل عاد بودر لمعانقة النجاحات وعادت الأمور إلى نصابها بفضل الله.
شاهد الحوار الكامل: